رسالة عاجلة

من وسط شوارع العاصمة صنعاء لا أود إرعاب الناس ولا تحريض الشعب ولا إشعال المظاهرات ولا معارضة سلطات الامر الواقع .. بقدر ما نرجوا جميعاً القصاص العادل في قضية الشهيد الاغبري .

في صنعاء وقفت هذا المساء قليلاً بشارع القيادة فأنتابني الخوف وتطوقت مشاعري بشهقة الوجع وذلك عند لحظة مشاهدتي لصورة الشهيد الاغبري

في صنعاء توقفت قليلاً عند الساعات الاولى من هذا المساء فوجدت الجولات مكتضه بفتيات ونساء وأطفال يقفون على رصيف التسول تحت ظلام الشوارع وفي اللحظة ذاتها كنت أتخيل عصابة الاجرام فوجدت المدينة أشبه بغابة متوحشة .

نعم ظلموا! صحفي يثير خفايا قصة عصابة السباعي و عبدالله الاغبري الحقيقيه من جديد بدون رأي عام؟!

من صنعاء لا أكتب بمزاج المكتئب ولا بريشة المتشائم ولا بنبرة الحاقد .. ولكنني اقول الحقيقة بلغة إنسانية غير مبالغ فيما أقول .

من صنعاء أكتب بدموع عشرات الفتيات التي تم ابتزازهن والاطفال الذين تم انتهاكهم بعد أن أخرجتهم الحاجة جراء توقف الرواتب واستشهاد واعتقال الكثير ممن ابائهم الذين كانوا يعولون آلاف الاسر .

في صنعاء توقفت سيارتي المتواضعه نتيجة خلاص مادة البنزين فأغلقتها ونزلت لأول مره أشتري علبه خمسه لتر وتفاجئت من هول أسعار السوق السوداء التي جائت نتيجة حصار سفن المشتقات النفطية .. وعند عودتي للسيارة كاد قلبي يتقطع حين وجدت شابين أحدهم في سن عبدالله الاغبري كانوا مترجلين وهم يدفعون بايديهم الباص ( دباب ) فأنتابني الفضول تحت ظلام ذلك الشارع واقتربت منهم وسألته عن سبب عطل الباص فأجابني بعد تنهيدة التعب والارهاق والعناء وقال يا اخي لنا يومين واقفين بطوابير محطة الغاز ونحن نحاول تموين هذا الباص الذي هو إيجار من أحد أقارب والدتي وانا اشتغل عليه كي أوفر رغيف الخبز لامي وخواتي واخوتي الصغار .

في صنعاء اليوم بات حديث كل الناس حول عصابات منتشرة وأزمة ثقة في الاجهزة الامنية لدرجة أن المحامين والاعلاميين والناشطين والقليل من رجال الامن الوطنين باتو تحت خوفنا عليهم من اغتيالات او اعتقالات وبالذات أن جريمة المظلوم الشهيد الاغبري تمتد جذورها إلى ما قد يفجر اختلافات سياسية وقبلية وقيادية لا سمح الله !!

في صنعاء لم يعد الخوف وحده الذي يتدفق بخيبة أملنا في الأجهزة الامنية .. بل الوضع الانساني هو ايضاً يراكم الجرائم ويخلق العصابات ويخرج الطفل والفتاة من البيت نظراً لضرواة ما يعانيه الناس .

١١ – ٩ – ٢٠٢٠م

بقلم: عبدالله الرويشان

اترك هنا تعليقك وشاركنا رأيك